عن آية الدغيدي
منذ 2010 عندما كنت أدرس علم النفس بكلية الآداب، وجدت كثيرين غير سعداء بأنهم بعد شهور سيكونون من الخريجين، وبغض النظر عن مجال دراستهم كان لديهم خوف وقلق، ولا يعتبرون حتى أنهم الآن على الطريق الصحيح الذي سيحقق لهم النجاح المهني والرضا الوظيفي، وبالتالي الشعور بالسعادة في الحياة.
المفاجأة الأكبر أن عدد هؤلاء ليس بالقليل! فكرت في سبب ذلك، ووجدت أن هؤلاء وغيرهم لو وجدوا من يساعدهم بالإرشاد والتوجيه للمجال المناسب لميولهم وقدراتهم في مراحل الدراسة الأولى، سيختصر لهم كثيرًا من الجهد والدراسة، ويوفر عليهم تعب ومعاناة بناء المسار المهني من جديد. وهنا وجدت شغفي الحقيقي في الحياة، من خلال الإجابة على سؤال: “كيف يعيش الناس سعداء وناجحين وراضين عن مجال عملهم؟”، وكان هذا الشغف هو ما بدأت به أول خطوة في مجال الإرشاد والتوجيه المهني، بالحصول على اعتماد دولي من المؤسسة القومية للتنمية المهنية NCDA بأمريكا، من خلال دراسة وممارسة أكتر من 2800 ساعة، ما جعلني واحدة ضمن ألفين شخص معتمد GCDF فقط على مستوى العالم.
وتمكنت بعدها من تقديم المشورة المهنية على مدار أكثر من ست سنوات لكثير من الأفراد داخل مصر وخارجها. أما في المجال المشروعات فقد شاركت في أول مشروع للتوجيه المهني بمصر تحت اسم “مشواري” برعاية اليونيسيف وقمنا بتأسيس مراكز للتوجيه المهني في عشر محافظات ليستفيد منها أكثر من 54 ألف شخص، وكذلك قمت بتصميم أول منهج عربي في التوجيه المهني والذي تم تقديمه لأكثر من 500 شاب في سبع محافظات بمصر برعاية إحدى مؤسسات التنمية المهنية، بالإضافة إلى التدريب في مشروع “ثقافة العمل ومهارات الحياة” التي قامت به المفوضية الدولية لشئون اللاجئين مع 2500 لاجئ سوري بمصر. وبما أن التوجيه المهني هو جزء من منظومة التعليم بشكل عام، فقد كانت إحدى أهم خطواتي المشاركة في مشروع إعداد المدارس الدولية للحصول على الاعتماد الدولي كمدارس تحقق استراتيجية القرن الواحد والعشرين بالإسكندرية، لنتأكد أن الأجيال القادمة سيكون لديها الاستبصار الكافي وبناء المعرفة المهنية التي تساعدهم على النجاح في المستقبل.
إن سعادتي أن أرى الأطفال الصغار والطلبة وأيضًا الكبار سعداء بما يقومون به، مستبصرين بذواتهم وإمكانياتهم، وهذا حلمي الذي أشاركه معكم وأتمنى أن تجدوه حقيقة فيكم وفي أولادكم