عوائق العودة للعمل

“My doctor told me I would never work again, eventually you start to believe what they say” ده كلام أحد الأشخاص اللي بيعانوا من الأمراض النفسية في بحث عملته Nova Scotia Career Development Association – NSCDA.

زي ما إتكلمنا في المقال اللي فات عن العلاقة بين الصحة النفسية والبطالة والعلاقة اقوية المتبادلة بينهم، النهاردة هنتكلم عن العوائق اللي بالأشخاص اللي بيعانوا من المرض النفسي في انهم يرجعوا مرة تانية للحياة العملية، واللي بتخليهم يصدقوا بشكل مغلوط انهم غير كفؤ للرجوع للعمل مرة تانية. واللي من خلال فهمها هنقدر نعرف ايه دورنا في مساعدتهم.

من ضمن العوائق اللي تواجه المصابين بالأمراض النفسية للرجوع للعمل:

– الخرافات المنتشرة عن المرض النفسي، ووصمة العار المرتبطة بالشخص المريض واللي بيفرضها عليه المجتمع، حتى في المجتمعات المتقدمة زي أوروبا

– الاعتقاد المغلوط عن إن الشخص عشان يرجع مرة تانية للعمل لازم تكون كل أعراض المرض النفسي إختفت

– فكرة ان الشخص المريض مش هيكون عنصر فعال في المنظمة

– انقطاع العلاقات مع زملاء العمل في فترة التوقف، واللي بيخليه يشعر بالوحدة وقت رجوعه. كمان عدم وجود الوعي في التعامل مع الشخص المريض نفسه

– عودة بعض مصادر الضغوطات من العمل واللي ممكن جدًا تكون هي سبب المرض في المقام الأول

– عدم وجود علاقات داعمة خارج إطار العمل سواء من الأهل أو الأصدقاء.

لما بنفهم كل الأسباب اللي فاتت وبنعرف ممكن يكون دورنا إيه في عملية التعافي ونبدأ نشتغل على مناطق تأثيرنا مع وجود دائرة وعن إحترافية من تخصصات أخرى

ودورنا كمقدمي خدمات تطوير مهني ممكن يشمل:

١- تعليم وتثقيف الموظفين بعلاقة المرض النفسي بالحياة المهنية وازاي يقدروا يقدموا الدعم لزملائهم في فترات المعاناة.

٢- تثقيف المريض وزملائه عن طريق المحافظة على العلاقات مع الزملاء اثناء فترة الانقطاع عن العمل ٣

– توعية المسؤولين عن طبيعة المرض النفسي وتثقيفهم بالممارسات الصحية لدعم الموظفين في هذه الفترات.

٤- توفير مصدر او ترشيح مصدر للعلاج النفسي اذا لزم

٥- مساعدة الشركات علي بناء بيئة عمل صحية وداعمة للصحة النفسية.

٦- تقديم برامج تثقيفية وتدريبية للموظفين علي الWellbeing لمساعدتهم علي الوقاية من الأزمات النفسية الناتجة عن ضغط العمل.

كل دي حاجات بتساعد على التعافي والعودة للعمل مرة تانية والتدخل والمساعدة في أقرب وقت بيكون مهم جدًا.

حسب الدراسة 50% من الأشخاص بيرجعوا للعمل بعد انقطاع 6 شهور، 20% فقط اللي بيعودوا للعمل بعد انقطاع سنة و10% بس بيرجعوا للعمل بعد انقطاع سنتين عشان كدا كل ما الاشخاص دول لقوا مساعدة بشكل اسرع كل ما كانت الفرص انهم يستعيدوا حياتهم المهنية اكبر.

العودة للعمل مش مجرد رفاهية للأشخاص المصابين بالمرض النفسي، دي ممكن تكون أهم حلقة من حلقات التعافي. مش بس لأنها بتوفرلهم الإحتياجات المادية وبترفع من عليهم الضغط المادي والمجتمعي اللي بيتعرضوله، لكن كمان لأن التفاعل مع أشخاص وتكوين علاقات داعمة بيشكل جزء كبير من عملية التعافي ووجود حياة اجتماعية صحية ليهم.

لكن زي ما الشغل ممكن يكون جزء أساسي من التعافي ممكن كمان يكون جزء من الإصابة بالمرض النفسي في المقام الأول او زي ما بحب اسميها Workplace paradox وده اللي هنتكلم عليه المقال اللي جاي.